يعد قصر الثقافة من أهم وأبرز المعالم الثقافية في مدينة الرياض، فهو مركز ثقافي يختص بكل ما يتعلق بالثقافة والفنون، يقع في المنطقة المركزية بحي السفارات، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد، ما يجعله مكانا جذابا للزوار، حيث ملتقى المبدعين والفنانين، ما يساهم في دعم وتعزيز المشهد الثقافي لحي السفارات.

يقع قصر الثقافة في المنطقة المركزية في حي السفارات على أرض مساحتها 12 ألف متر مربع، وقد صممت المنطقة المركزية هذه عمرانياً ومعمارياً على النمط التقليدي، حيث تتميز بترابط مبانيها وتلاصقها، واقتصار الدخول إليها على بوابات تتخلل كتل المباني الموصولة، وخلو المنطقة من حركة السيارات واقتصار حركة المرور فيها على المشاة عبر ممرات مظللة تتخلل المنطقة.

وانسجاما مع التصميم العمراني لهذه المنطقة، يشكل قصر الثقافة حلقة في سلسلة المباني الموصولة التي تكون نسيج هذه المنطقة. وقد راعت الفكرة التصميمية لهذا المبنى ضرورة ابرازه عن مباني المنطقة الأخرى لاختلاف وظيفته عنها، حيث صممت واجهته الأمامية على شكل جدار زجاجي متموج في تباين واضح مع جدران مباني المنطقة.

وينساب على جانبي هذا الجدار شلال مياه تتجمع في بركة صغيرة يقسمها الجدار إلى جزأين داخل المبنى وخارجه. وتطل واجهة هذا المبنى على ساحة واسعة غطيت بمظلة خشبية عالية الارتفاع، تضم مسرحاً خارجياً يعكس هوية المبنى من الخارج.

وانسجاماً مع نمط المباني الملاصقة له، تم توجيه العناصر الرئيسة للمبنى على بهو المدخل الذي يمكن منه رؤية مستويات المبنى كافة.

يتألف مبنى قصر الثقافة من عدة مستويات إضافة إلى المستوى تحت الأرضي.

وتتوزع في هذه المستويات عناصر القصر التي تشعل البهو الرئيس.

وقاعة الاحتفالات الرئيسة، وقاعة المؤتمرات، والورش الفنية والحرفية، والمكتبة العامة.

يطل البهو الرئيس على الساحة الأمامية للقصر من خلال الجدار الزجاجي، وينطلق من هذا البهو ممرات صاعدة وسلالم حلزونية ومصاعد، توصل إلى مختلف أجزاء القصر.

تبلغ مساحة قاعة الاحتفالات الرئيسة نحو ٧٠٠ متر مربع. تتسع لنحو ٣٣٠ مقعداً، ويمكن تقسيمها الى جزأين باستخدام حواجز متحركة عازلة للصوت، يساعد على ذلك وجود عدة مداخل لها.

وقد زودت بشاشة عرض متحركة، ووسائل صوتية وضوئية متطورة، إضافة إلى نظام آلي لضبط الإضاءة.

ويوجد بجوار هذه القاعة ثلاث قاعات صغيرة تتراوح مساحاتها من ٥٠ الى ٧٥ متراً مربعاً، ويمكن فتحها على القاعة الرئيسة لتصبح قاعة واحدة بسعة ٥٠٠ مقعد كما يوجد بجوار هذه القاعة قسم خاص بالممثلين والعارضين يشمل ثلاث غرف لتغيير الملابس وغرفة للإسعافات الأولية بالإضافة إلى مكاتب الإدارة. ولقاعة الاحتفالات الرئيسة مدخل خاص عبر ساحة عامة إضافة إلى مدخلها من البهو الرئيس.

أما المسرح الداخلي فقد صمم وجهز ليمكن استخدامه كقاعة للمؤتمرات والندوات والعروض السمعية والبصرية. يتسع هذا المسرح لنحو ٦٣٤ مقعداً في قاعة رئيسة وشرفة في مستوى آخر، ويمكن رفع منصة المسرح وخفضها آليا وقد زود بوسائل الترجمة الفورية، وأجهزة صوتية وضوئية متطورة وبنظام لتكييف الهواء تصل تمديداته إلى كل مقعد.

كما زود بخدمات مساندة تشمل أربع غرف للاستراحة وغرفة للاجتماعات. منصة السرح وخفضها آليا وقد زود بوسائل الترجمة الفورية، وأجهزة صوتية وضوئية متطورة وبنظام لتكييف الهواء تصل تمديداته الى كل مقعد. كما زود بخدمات مساندة تشمل أربع غرف للاستراحة وغرفة للاجتماعات.

وتشمل الورش الفنية والحرفية عشرة معامل مساحة كل منها ٥٠ متراً مربعا في مستويين. خصصت هذه المعامل لممارسة أعمال الخشب والبلاستيك والخزف والمعادن والرسم والنحت والنقش والخط وغيرها.

كما تشمل الورش الفنية والحرفية صالات لعرض الصور والشرائح ومشاهدة التليفزيون وقاعة للمحاضرات وصالات أخرى متعددة الأغراض. أما المكتبة العامة والتي تبلغ مساحتها أكثر من ١٠٠٠ متر مربع فتشمل أماكن لعرض الكتب والقراءة وغرفاً للتصوير الفوتوغرافي وغرفاً أخرى لإعداد النشرات والطباعة إلى جانب بعض الخدمات المساندة.

ويضم قصر الثقافة عدة خدمات مساندة، تشمل قاعات متعددة الأغراض، وصالتين للطعام سعة إحداهما ٨٠ مقعداً والثانية ٨٣ مقعداً، إلى جانب مطبخ رئيسي وآخر للوجبات الخفيفة. كما تشمل تلك الخدمات قسم إدارة وتشغيل قصر الثقافة الذي يضم مكاتب السكرتارية والمحاسبة والعلاقات العامة والحجز ومركز اتصالات. أما مواقف السيارات فتوجد في الدور تحت الأرضي وتتسع لنحو ٣٨٠ سيارة، إلى جانب مواقف لسيارات نقل البضائع مزودة بنقاط للتحميل والتنزيل. يحيط بمبنى القصر ثلاث ساحات عامة، حيث تطل واجهة المبنى الأمامية على ساحة مساحتها ٣٣٧٥ متراً مربعاً. غطيت هذه الساحة بمظلة خشبية مساحتها ١٦٥٠ متراً مربعاً ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار، وتضم مسرحاً خارجياً لعروض الفنون الشعبية تتسع مدرجاته لنحو 200 متفرج الى جانب أماكن للجلوس محاطة بالأشجار. وهناك مخرج من هذه الساحة الى مواقف السيارات الخاصة بها الموجودة في النور تحت الأرضي.

وتتصل قاعة المؤتمرات بساحة عامة أخرى مساحتها ٣٥٠٠ متر مربع. يحد هذه الساحة المسجد الجامع من الشمال وساحة الكندي من الشرق وطريق عبدالله بن حذافة السهمي من الغرب. وتحتوي هذه الساحة على أماكن للجلوس مظللة بالأشجار. وقد صم جزء من هذه الساحة دون المساس بطبيعة الأرض فيه. ويمكن الوصول من هذه الساحة الى مواقف السيارات الخاصة بالمسرح عبر مخرج خاص بذلك.

وتؤدي ساحة ثالثة إلى قاعة الاحتفالات الرئيسة. تبلغ مساحتها ٣٥٠٠ متر مربع، وتحتوي على أشجار ونباتات متنوعة ونافورة للمياه ومقاعد للجلوس. تؤدي هذه الساحة الى صالة الاحتفالات الرئيسة والورش الفنية والحرفية التي يمكن الوصول إلى مواقف السيارات الخاصة بها من مخرج في هذه الساحة.

يوفر القصر الكثير من الخدمات التي تدخل في إطار الأهداف التي أقيم من أجلها، على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، في المجالات التالية:

أ – أنشطة ثقافية مثل الندوات العلمية والثقافية والمحاضرات والمعارض الكبرى، الثقافية والفنية، ومعارض الكتب، والمعارض التاريخية، وعروض الفنون التشكيلية، والعروض المسرحية والفنية الأخرى.

ب – أنشطة اجتماعية: مثل الاحتفالات والمناسبات الرسمية.

ت – أنشطة حرفية: مثل تدريب الصغار وطلاب المدارس بشكل مستمر أثناء العطل على الأعمال اليدوية لتنمية مواهبهم وهواياتهم في الورش الملحقة بالقصر.

ث – مكتبة متخصصة: تشرف عليها الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض.